دليل تطبيقات تقنية "إنترنت الأشياء": تطوير أعمال الشركات الصغيرة والمتوسطة
أحدثت تقنية "إنترنت الأشياء" ثورة تكنولوجية كبيرة على مختلف الأصعدة، حيث أسهمت في ربط الأجهزة الكهربائية والإلكترونية والأشياء الأخرى بالإنترنت لتمكين التواصل السلس وتبادل البيانات. يُعد فهم التطبيقات المدعومة بتقنية "إنترنت الأشياء" أمرًا ضروريًا لأصحاب ومدراء الشركات الصغيرة والمتوسطة للارتقاء بمستوى الشركة. سنستكشف في هذا الدليل الشامل مجموعة متنوعة من تطبيقات تقنية "إنترنت الأشياء"، بدءًا من الزراعة الذكية والبيع بالتجزئة وصولًا إلى الأجهزة القابلة للارتداء وأنظمة الأمن، مع تقديم رؤى قد تساعدك في التفوق على منافسيك.
التطبيقات المختلفة لتقنية "إنترنت الأشياء"
ما الاستخدامات الشائعة لتقنية "إنترنت الأشياء"؟
تُستخدم تقنية "إنترنت الأشياء" في الوقت الحالي بشكل رئيسي في مختلف قطاعات الأعمال لتعزيز الكفاءة التشغيلية وتحسين عمليات اتخاذ القرار وتقديم حلول مبتكرة. وتتمثل بعض المجالات الرئيسية التي تستخدم فيها تقنية "إنترنت الأشياء" بشكل واسع النطاق في:
التصنيع: تساعد أجهزة ومستشعرات تقنية "إنترنت الأشياء" على تحسين عمليات الإنتاج ومراقبة حالة أداء المعدات وضمان مراقبة الجودة.
اللوجستيات وسلسلة التوريد: تُتيح تقنية "إنترنت الأشياء" تتبع المنتجات ورصد وقتها الفعلي، بدءًا من عمليات التصنيع وحتى التسليم، كما تستخدم في تبسيط عمليات اللوجستيات، وتعزيز الكفاءة.
إدارة الطاقة: تساعد تطبيقات تقنية "إنترنت الأشياء" في مجال الطاقة على مراقبة استهلاك الطاقة والتحكم في الطاقة المستخدمة، مما يعزز من الاستدامة ويوفر التكاليف.
المدن الذكية: تستفيد مدن مثل زيورخ وأوسلو وكانبيرا وكوبنهاغن ولوزان ولندن من تقنية "إنترنت الأشياء" لتعزيز الخدمات العامة وإدارة تدفق حركة المرور وتحسين مستوى معيشة السكان.
ما هي أكثر التطبيقات المدعومة بتقنية "انترنت الأشياء" استخدامًا؟
تعتبر المنازل الذكية أكثر تطبيقات تقنية "إنترنت الأشياء" شيوعًا وانتشارًا. حيث أصبحت الأجهزة الممكّنة بتقنية "إنترنت الأشياء" مثل الترموستاتات والأضواء وكاميرات المراقبة والمساعد الذكي جزءًا لا يتجزأ من المنازل الحديثة. تتبادل هذه الأجهزة البيانات مع بعضها البعض، مما يساعد أصحاب المنازل على إدارة منازلهم بسهولة وتطور غير مسبوق. على سبيل المثال، يمكن للترموستاتات الذكية ضبط درجات الحرارة حسب وجود الأشخاص، كما يمكن لكاميرات الأمان إرسال تنبيهات إلى هواتف أصحاب المنازل في حالة حدوث أنشطة غير عادية.
تطبيقات تقنية "إنترنت الأشياء" في الزراعة
يؤدي "إنترنت الأشياء" دورًا حيويًا في تحسين الزراعة والإجراءات الأخرى المتعلقة بها، كما تسهم في زيادة المحاصيل. فضلًا عن ذلك ساهمت تقنية "إنترنت الأشياء" في تحسين مراقبة ظروف المناخ التفصيلي وإدارته لتعزيز كفاءة الزراعة داخل الأماكن المغلقة، وساعد ذلك في إتاحة تحكم دقيق للعديد من العوامل، مثل درجة الحرارة والرطوبة والضوء، الأمر الذي عزز من كفاءة الإنتاج. أما عند الزراعة في الهواء الطلق، يمكن لأجهزة "إنترنت الأشياء" استشعار رطوبة التربة والمغذيات. عند دمج هذه البيانات مع بيانات الطقس في الوقت الفعلي، يمكن تنظيم أنظمة الري والأسمدة الذكية بدقة. لا يؤدي هذا إلى زيادة إنتاج المحاصيل فقط، ولكنه يحافظ أيضًا على الموارد الحيوية من خلال ضمان استخدام الماء والمغذيات عند الحاجة.
تطبيقات تقنية "إنترنت الأشياء" في مجال البيع بالتجزئة
شهدت صناعة البيع بالتجزئة تحولًا ثوريًا عند تطبيق تقنية "إنترنت الأشياء". تُمكّن الأرفف الذكية المجهزة بعلامات "تحديد الهوية بموجات الراديو" التجار من مراقبة المخزون في الوقت الفعلي، مما يقلل من حالات "نفاذ السلع" - الأرفف الفارغة، و"زيادة السلع" - الفائض. يمكن أيضًا لأجهزة آي بيكون المدعومة بتقنية "إنترنت الأشياء" التواصل مع هواتف العملاء الذكية، منبهة إياهم على وجود عروض حصرية عندما يكونون قريبين جغرافيًا من المتجر، على سبيل المثال. ظهرت فعالية هذا التخصيص في تحسين تجربة التسوق للعملاء وتعزيز مشاعرهم تجاه العلامة التجارية وزيادة الأرباح. بالإضافة إلى ذلك، تسهم أنظمة الدفع الذكية في تبسيط المعاملات وتقليل أوقات الانتظار وتعزيز رضا العملاء.
تطبيقات تقنية "إنترنت الأشياء" في الرعاية الصحية
أحدثت تقنية "إنترنت الأشياء" ثورة في قطاع الرعاية الصحية للمرضى وعلاجهم. تساعد الأجهزة القابلة للارتداء المجهزة بمستشعرات على مراقبة الحالة الصحية للمريض من خلال التتبع للمستمر للإشارات الحيوية والمقاييس الصحية. تُمكن هذه البيانات في الوقت الفعلي الأخصائيين الصحيين من مراقبة المرضى عن بعد، مما يتيح إمكانية التدخل في الوقت المناسب وتقديم خطط رعاية مخصصة لحالة المريض. تستخدم تقنية "إنترنت الأشياء" أيضًا في الأجهزة الطبية الذكية، مثل مضخات الأنسولين وجهاز تنظيم ضربات القلب، والتي يمكن مراقبتها وضبطها عن بُعد حسب الحاجة.
تطبيقات تقنية"إنترنت الأشياء" في مجال الأمن
تقدم تقنية "إنترنت الأشياء" حلًا مبتكرًا لضمان أمن الشركات، حيث يعد ذلك المجال أمرًا بالغ الأهمية. تتميز أنظمة المراقبة الذكية المجهزة بمستشعرات مدعومة بتقنية "إنترنت الأشياء" بالقدرة على اكتشاف الأنشطة غير العادية وإرسال إشارات تنبية فورية لموظفي الأمن. توفر أنظمة التحكم في الوصول المدعومة بتقنية "إنترنت الأشياء" تدابير محسّنة للمصادقة، لضمان وصول الأشخاص المصرح لهم فقط إلى المناطق الآمنة. بالإضافة إلى ذلك، توفر أقفال الأبواب وأجهزة الإنذار الذكية المدعومة بتقنية "إنترنت الأشياء" أدوات متقدمة لحماية ممتلكات الشركات.
مستقبل تقنية "إنترنت الأشياء"
يحمل مستقبل تقنية "إنترنت الأشياء" وعودًا هائلة، تزامنًا مع التطور المستمر في التكنولوجيا واندماجها في مختلف جوانب الأعمال والحياة اليومية. يمكن لأصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة توقع كيفية تأثير التوجهات التالية على مستقبل تطبيقات تقنية "إنترنت الأشياء":
حوسبة الحافة: ستصبح حوسبة الحافة أكثر شيوعًا، حيث سيتم معالجة البيانات على الأجهزة المحلية أو الخوادم القريبة لتقليل الفواصل الزمنية وعرض النطاق وتسريع الاستجابات - مما يعزز من عمليات اتخاذ القرار في الوقت الفعلي.
شبكات اتصال الجيل الخامس: ستوفر شبكات الجيل الخامس اتصالًا أسرع وأكثر موثوقية، مما يسهل توسيع نطاق تطبيقات تقنية "إنترنت الأشياء" وخدماتها.
التكامل مع الذكاء الاصطناعي: قد تكون كمية المعلومات الهائلة التي تنتجها الأجهزة المدعومة بتقنية "إنترنت الأشياء" معقدة، لذا سيعمل الذكاء الاصطناعي كمترجم قوي، يرتبط بتقنية "إنترنت الأشياء" ويحوّل المعلومات الخام إلى أفكار سهلة الفهم وقابلة للتطبيق.
التوسع في مجال الرعاية الصحية: ستتوسع تطبيقات "إنترنت الأشياء" في مجال الرعاية الصحية، تزامنًا مع تطوير أجهزة قابلة للارتداء أكثر تطورًا وابتكار حلول لمراقبة المرضى عن بُعد.
كيف يمكنك الاستفادة من تقنية "إنترنت الأشياء"؟
مع استمرار تطور تطبيقات تقنية "إنترنت الأشياء" وانتشارها، أتيحت لأصحاب ومدراء الشركات الصغيرة والمتوسطة فرصة ذهبية لاستخدام هذه التكنولوجيا لتبسيط أعمالهم وتعزيز تجارب العملاء والتفوق على المنافسين. تتنوع الاستخدامات المختلفة لهذه التكنولوجيا، بدءّا من الزراعة الذكية وصولًا إلى الرعاية الصحية، مما يعني وجود تطبيقات مدعومة بتقنية "إنترنت الأشياء" تتناسب مع جميع مجالات الأعمال. من خلال تبني التوجهات الحالية والاستعداد للتطورات المستقبلية في هذه التقنية، يمكن لأصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة أن تكون رائدة في مجال الابتكار وأن تضمن النجاح على المدى الطويل في عالم يزداد اتصالًا بالإنترنت يومًا عن يوم.
إذا كنت بحاجة إلى مساعدة في كيفية استخدام تقنية "إنترنت الأشياء" في عملياتك أو أي جانب آخر أعمالك، يمكنك الحصول على دعم فردي من خلال التحدث إلى أحد مستشارينا في مركز المساعدة الرقمي “V-Hub”.
